طوبى چكَنم : تموذج ناجح في العمل الجماعي المشترك
بقلم : محمدن ولد عبدالله
قبل ستِّ سنوات ظهر اسم مؤسسة “نور الدارين طوبى چكَنم” ( طوبى للأمام ) في السنغال متخذة من كتاب الشيخ الخديم : ” نور الدارين في خدمة الحامي عن العارَين” عنوانا لها على غرار مسجد مسالك الجنان ومعلنةَ بداية عهد جديد من العمل الجماعي المنظّم الذي اشتهر به أتباع الطريقة المريدية منذ زمن بعيد ،
تتمتع مؤسسة طوبى چكنم بطابع رسمي ورئيس منتخب وأمين عام وطاقم متميز من الخبراء في شتى المجالات ولها عدّة لجان ثقافية وعلمية واقتصادية وعلاقات خارجية وإعلامية يشرف عليها خبراء و دكاترة ومهندسون وتقنيون حسب ما اطلعت عليه شبكة رياح الجنوب ،
بدأت المؤسسة أعمالها بمباركة من الخليفة الراحل الشيخ سيد المختار رحمه الله ، وتم تحديد الهدف بخطوة ذكية وغير مجحفة وهو الوصول إلى مليوني مريد ، يدفع كل فرد منهم ورقة ألف فرنك غرب افريقي شهريا ( حوالي 600 أوقية)
وبذلك ستتمكن المؤسسة من الحصول على مليارين للشهر وأربعة وعشرين للسنة على الأقل ..
وقد لاقت العملية استجابة واسعة في أوساط المريدين في الداخل والخارج..
بعد نجاح التحصيل بدأت إنجازات المؤسسة تظهر بجلاء في قطاع البنى التحتية في طوبى والصحة والتعليم والخدمات العامة وتلقّت دعما قويا من الخليفة الحالي الشيخ محمد المنتقى حفظه الله وأشاد بدورها الرائد وأثنى على جهودها الجبارة داعيا جميع المريدين إلى التعاون والتنسيق معها في كافة مشاريعها التنموية
وقد أقبل عليها العمال اليدويون عارضين خدماتهم بالمجان في إنجاز مشاريع البناء والتنمية المحلية في طوبى
كما حصلت المؤسسة على ثقة الداعمين لشفافية التسيير والمنجزات الملموسة كبناء المراكز الصحية والمدرّجات الجامعية ( جامعة الشيخ الخديم نموذجا) والمدارس الابتدائية والمعاهد القرآنية وفتح محاظر نموذجية بالأضافة إلى تشييد الطرق بالمعايير الفنية المطلوبة وإنارة الشوارع – اقتنت المؤسسة مؤخرا 15 ألف عمود كهربائي ذاتي الإنارة في برنامج طموح يهدف إلى إنارة شوارع طوبى بالكامل – وقامت بحملة تشجير واسعة النطاق في المدينة وعلى طول الطريق الرابط بين امباكى وطوبى ونجحت بشكل كبير في عمليات شطف مياه الأمطار وردم برك المياه الراكدة ،
لمؤسسة طوبى چكَنم برنامج اجتماعي بالغ الأهمية وهو دعم الطبقات ذات الدخل المحدود بتوفير السكن والغذاء وتحمل مصاريف العلاج والدواء عن أهل الفاقة
كما أبلت بلاء حسنا في فترة كوفيد كل هذا فضلا عن الإشراف على تنظيم المناسبات الدينية بشكل منظم وعلى مستوى سمعة ومكانة طوبى في العالم
في نهاية كل شهر يتم تقديم جرد شامل للمداخيل من الداخل السنغالي ومن دوائر المريدين في الخارج تتقدمهم ايطاليا تليها الولايات المتحدة ثم اسبانيا ففرنسا والبرازيل والارجنتين بينما تتصدر دائرة المريديين في موريتانيا أرقام الدعم القادم من أفريقيا متجاوزة دوائر الغابون والكوت ديفوار وبقية الدول الأخرى..
كما يتم عرض الإنجازات وبنود المصاريف التي أنفِقت وفي ماذا أنفِقت
يُعرض هذا بشكل واضح وجلي في فيديو موثّق على صفحات المؤسسة في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى قناتها على اليوتيوب .
فحين يشاهد المريد قيمة مساعدته البسيطة للمؤسسة ويرى بأم عينيه إنجازات كبرى قد تحققت أمامه بفضل مشاركته المتواضعة لاشك سيكون ذلك مبعث فخر له وحافزا قويا لمواصلة دعمه للمؤسسة وهو ما حدث بالفعل مع الكثير من المريدين عبر العالم حيث ضاعفوا الدعم الشهري والسنوي لطوبى چكَنم ودعمها تقنيا ويدويا ولوجستيا بمختلف الوسائل فهي تمتلك الآن اسطولا كبيرا من السيارات والشاحنات والصهاريج ومعدات وآليات الصرف الصحي كما وثّقت ذلك شبكة رياح الجنوب
مؤخرا أعلنت المؤسسة عن تطبيق ألكتروني خاص بها يتم تحميله على الهاتف النقال يمكن من خلاله الدفع مباشرة دون الحاجة للمرور عبر وكالات التحويل .
أشير هنا إلى أن مؤسسة طوبى چكَنم تنفذ أعمالها بانسجام تام مع السلطات الإدارية والمحلية وقد أشادت الحكومة السنغالية بجهود المؤسسة الكبيرة أكثر من مرّة وعلى لسانِ أكثر من مسؤول ،
حسب شهادات عدة مسؤولين التقتهم شبكة رياح الجنوب تعتبرُ مؤسسة طوبى چكَنم نموذجا ناجحا في إدارة العمل الجماعي والإنساني في افريقيا وتجربة فائقة وفريدة بإمكان حكومات دول القارّة والقيادات العرفية والروحية الاستفادة منها في دعم وتسيير برامج التنمية والبنى التحتية والعمل الجماعي المشترك .
بقلم : محمدن ولد عبد الله
المدير الناشر لشبكة رياح الجنوب