مئوية أمادو مختار امبو المدير العام السابق لليونسكو
تستعد السنغال حكومة وشعبا للاحتفال غدا بمئوية البروفيسور أمادو مختار أمباو -. { 20 مارس 1921/2021 }
مائة سنة كانت حافلة بالعطاء الثقافي البارز ولَعِبِ أدوار الوفاق والسلم في الداخل والخارج
في احتفال سابق لبلوغه سن التسعين حلّ ضيفا على قناة 2STV وفي برنامج LA GRANDE INTERVIEW سأله الصحفي Pape Alé Niang :
بالرغم من التسعين سنة لا تزال شابّ الروح، حاضر التحليل، متقد الذهن.. ما هو السر في ذلك؟
تهللت أسارير وجه المختار.. رفع وجه قليلا إلى الأعلى.. فتكشفت قسمات الوجه عن بسمة أثقلتها السنون وأجاب ( : لعل السر في ذلك يعود أولا إلى أنني عشت حياة بسيطة، و بضمير حي ، وكنت أحرص أن لا أكون مفرطا في أي شي مهما كان. سواء أ كان ذلك على مستوى النظام الغذائي.. و قد كنت ، وأؤكد ذلك، منسجما مع وعيي وإدراكي.
أعتقد أن هذا هو ما مكنني من البقاء شاب الروح حتى ولو أنه من وقت لآخر يذكرني الجسم أنني تجاوزت مرحلة الشباب..
لقد عشت تحت وهم أن الشباب حالة دائمة.. لكن منذ سنوات، وعلي الإقرار بذلك، بدأت أشعر أحيانا ببعض الألآم العضلية والتي قررت على من الرغم ذلك التعايش معها.”
اخترت هذا التصريح بذاته لأنه يلخص سر حيوية الرجل رغم تقدم سنه
تولى إدارة اليونسكو لفترتين متتاليتين 87-74
له علاقات قوية في موريتانيا وفي العالم العربي بل وفي العالم أجمع
حين كان يدرِّس في إعدادية مدينة روصو الموريتانية ما بين سنتي 1951 و1953 كان السفير محمد فال ولد البناني رحمه الله – كاتب الخزانة العامة آنذاك- يدفع له راتبه في سينلوي
وفي عهده في اليونسكو ساهم في تسجيل المدن الموريتانية القديمة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي ،
يقول الطيب صالح في مقال له عن الإداري المخضرم والسفير السابق عبدالله ولد أربيه رحمه الله
“وقد عرض عليه مدير عام اليونسكو أحمد مختار امبو، الذي كان أستاذا له في موريتانيا ومحبا له، أن يعينه ممثلا لليونسكو في دول المغرب العربي فأبى، وطلب مني أن أحاول اقناعه فقال لي :” أولا أنا سعيد بحياتي هنا في الدوحة وعملي في هذا المكتب، وثانيا أنني توسطت لدى امبو أن يعين شخصا آخر هو أحوج مني، لانه ليس سعيدا في باريس”. ومع أنه كان وثيق الصلة بامبو فإنه لم يطلب منه أي شيء لنفسه، بل كان دائما يتوسط لغيره.”
كما وثق أمادو مختار امبو الأثار الإسلامية للقدس عندما تولي اليونسكو لذا قرروا من بعدها ألا يتولى هذه المنظمة مسلم فأغضب إدارة ريغان وانسحبت الولايات المتحدة سنة 1984 معتبرة المنظمة بؤرة للشيوعيّين والمتطرّفين. ولم تعد إليها إلّا عام 2003
يقول المرحوم غازي القصيبي في كتابه «أمريكا والسعودية: حملة إعلامية أم مواجهة سياسية»،
“حاول المفكر الإفريقي أحمد مختار امبو وضع نظام دولي جديد في الاتصالات، من خلال سن تشريعات من منظمة اليونسكو نفسها، كانت تلاقي ترحيب غالبية المنظومة الدولية المتضررة.”
حفظ الله أمادو مختار امباو وحقّ للسنغال أن تحتفل بقامة فكرية وعلمية مثله بارك الله فيه وعليه “إكثّر امثالو”.
محمدن ولد عبدالله
رئيس تحرير موقع رياح الجنوب