تنشر لكم رياح الجنوب ورقة موجزة عن
الترجمان اخيارهم ولد عبدالوهاب رحمه الله صاحب اللحية الزرقاء (Barbe bleue) كما يطلق عليه الفرنسيون
بقلم : سيد احمد ولد الأمير
هو الترجمان والوزير اخيارهم بن المختار بن سيدي بن عبد الوهاب السباعي المولود في حدود سنة 1832. وهو من أوائل طلاب مدرسة أبناء الشيوخ. وقد عاش أزيد من سبعين سنة حيث توفي سنة 1907. واخيارهم رجل ربعة قوي البنية آدم اللون أقنى الأنف ذو عيون سود توحي نظراته بذكاء حاد وفطنة متوقدة كما تصفه التقارير الفرنسية. وكان نابها سريع التحصيل وخصوصا لدروس اللغة الفرنسية وهو ما شجع الوالي الفرنسي باندر على إعطائه منحة لتعلم اللغة الفرنسية بفرنسا. زار باريس في حدود سنة 1853 وهو ابن عشرين سنة وقضى بها سنة وكان بذلك أول طالب موريتاني يذهب إلى أوروبا، وذلك في عهد نابوليون الثالث. حضر اخيارهم دخول نابليون الثالث باريس وهو قادم من حرب القرم بشرق أوروبا وظل يتذكر تلك الاستعراضات العسكرية الضاربة في الفخامة كما ذكر ذلك فريرجان في كتابه عن موريتانيا.
وكما كان اخيارهم يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة فقد مر بعد إقامته بباريس بمدينة ليفربول ببريطانيا وأقام بها برهة حيث أخذ بعض مبادئ اللغة الإنجليزية.
وتصف إحدى الوثائق الفرنسية كيفية ابتعاث اخيارهم لباريس واللباس الذي زودته به الإدارة الفرنسية باندر والتوصيات التي بعث بها الوالي إلى الحكومة الفرنسية وخصوصا ضرورة معاملة هذا الطالب المسلم الذي لا يأكل لحم الخنزير ولا يشرب الكحول، والذي ينبغي معاملته تماما كما يعامل الطلاب المشارقة القادمين من مصر وغيرها من دول العالم الإسلامي.
يطلق الفرنسيون في كتاباتهم الكثيرة على اخيارهم “ذو اللحية الزرقاء” (Barbe bleue) والسبب في ذلك أن لون النيلة كان دائما يصبغ لحية اخيارهم الكثة بعدما كبر واشتعلت لحيته شيبا.
عمل أخيارهم وزيرا ومستشارا مقربا لسبعة من أمراء الترارزة، أربعة من أبناء محمد الحبيب وثلاثة من أحفاده وهم: الأمراء سيدي وأحمد سالم واعلي وأعمر سالم بنو محمد الحبيب. والأمراء محمد فال بن سيدي وأحمد سالم بن اعلي وأحمد سالم بن إبراهيم السالم. وكان أبوه المختار بن سيدي مستشارا مقربا من أعمر بن المختار ومن ابنه محمد الحبيب.
#رياح_الجنوب