الإعلان في السنغال عن وفاة الشيخة مريم أنياس “خادمة القرآن” تغمدها الله برحمته وأسكنها فسيح جناته
وهذه ترجمة لها اختارتها لكم #رياح_الجنوب من ضمن أفضل المصادر المكتوبة عنها حتى الآن :
شخصية صوفية سنغالية، ارتبط اسمها بتدريس القرآن الكريم حتى لـُـقبت محليا “خادمة القرآن”. والدها هو الشيخ إبراهيم انياس الذي يعتبر أحد أبرز شيوخ التصوف بغربي أفريقيا.
المولد والنشأة
ولدت مريم بنت إبراهيم انياس بن عبد الله الكولخي يوم 24 ديسمبر/كانون الأول عام 1934 في مدينة كولخ السنغالية، لأسرة علمية صوفية ذات تأثير مجتمعي كبير لكونها والدها شخصية علمية بارزة ويتزعم فرعا كبيرا من الطريقة التجانية الصوفية.
الدراسة والتكوين
التحقت مريم انياس في سن مبكرة بمدرسة لتعليم القرآن وهي مدرسة أسسها والدها في مدينة كولخ فحفظت القرآن الكريم وهي في 13 من عمرها، وبعد حفظه بدأت دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية على والدها الشيخ إبراهيم نياس.
أصبحت عام 1950 مدرِّسة للقرآن الكريم في “مدرسة شيخ الإسلام” بمدينة الشيخ إبراهيم نياس التي تُعرف اختصارا بـ”مدينة”، وأسست بعد انتقالها إلى العاصمة داكار للاستقرار مع زوجها هناك سنة 1960 مدرسة قرآنية في منزلها، وكانت تشرف بنفسها على تدريس أطفال الحي الذي تسكنه، ثم تحولت المدرسة إلى قبلة رئيسية للعشرات من أطفال داكار الراغبين في تعلم القرآن الكريم.
التجربة الدعوية
قامت مريم انياس سنة 1975 بإنشاء مؤسسة أهلية لتعليم القرآن الكريم أطلقت عليها “دار القرآن الكريم”، وقد ساهم الدعم المالي الذي تلقته من أمراء ورجال أعمال خليجيين لاحقا في توسعة المدرسة، إذ تقدر طاقتها الاستيعابية بحوالي 1600 طالب (حسب معطيات المؤسسة لعام 2014).
وقد خرجت المدرسة على مدار السنوات الأخيرة المئات من حملة القرآن الكريم من السنغال ودول أفريقية مجاورة مثل غامبيا وغينيا بيساو. ويأتي طلبة “دار القرآن الكريم” في “طليعة” الطلبة الأفارقة الذين يشاركون في المسابقات الدولية لتحفيظ القرآن الكريم.
لم يتوقف جهد مريم انياس في نشر الثقافة الإسلامية والعربية في البلاد على تأسيس مدرسة “دار القرآن الكريم”، بل وضعت اللبنة الأولى لـ”مجمع شيخ الإسلام الحاج إبراهيم انياس التعليمي” في داكار سنة 1984. ويعتبر المجمع من أهم المؤسسات المحلية لتعليم العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة غربي أفريقيا.
قامت مريم بالعديد من الرحلات العلمية في عدة بلدان أفريقية في إطار أنشطة منظمة العالم الإسلامي التي كان والدها أحد أعضائها المؤسسين، كما أشرفت على تسيير عدة رحلات إلى الحج لمواطنين من دول غربي أفريقيا، وذلك بالتعاون مع بعض فاعلي الخير في دول الخليج العربي.
تجاوز تأثير مريم انياس -بفضل شبكة علاقاتها الخارجية- المجال التعليمي كما تخطى الإطار المحلي، فقد ساهمت في حل بعض الأزمات الدبلوماسية التي واجهت السنغال في العقود الأخيرة.
ومن هذه الجهود قيامها بوساطة بين السنغال وإيران أفضت إلى استئناف علاقاتهما الدبلوماسية سنة 1990 بعد قطعها 1986. كما أدت دورا في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السنغال والسودان سنة 1999 إثر تجميدها بسبب خلافات بين الطرفين.
الأوسمة والجوائز
اختيرت مريم انياس في يونيو/حزيران 2007 ضمن 300 شخصية عالمية للمشاركة في حوار مسيحي/يهودي/إسلامي نظمته جامعة كامبردج البريطانية تحت عنوان: “الإسلام والمسلمون في عالم اليوم”.
المصدر : الجزيرة