اتبيْظينْ ولد أبن المقداد ..
بقلم الأديب الإداري محمدن ولد سيد الملقب بدّنّ
صادفتُ على صفحات التواصل الاجتماعي من يتساءل عن انتماء محمدن ولد أبن المقداد إلى أي الضفتين هو ، و هل هو من صميم “الولفْ ” في السنغال أم بيظاني صرف من بلاد شنقيط ، فتذكرت بالمناسبة الحكاية التالية :
روى الرجل الصالح أحمدْ بن أحمدُّ بن حمدن بن محمد فال بن أحمدْ بن محمد العاقل رحمه الله قال: [ جئتُ لأول مرة مدينة اندرْ في السنغال ( كانت عاصمةً مشتركةً بين موريتانيا و السنغال في عهد الاستعمار ) و أنا شاب يافعٌ قادماً من حيِّنا في إگيدِي في مكانٍ ما حوالي ” ابيْر التورس ” حيث قضى محمدن ولد أَبنْ المقداد – دودُ سَكْ علماً- ما يناهز عقداً من الزمن و هو يدرس في محظرة شيخه الأمانهْ بن ألاَّ الأبهمي (هو من أبرز تلاميذ محمد فالْ بن محمد والد هو و العلامة محنض باب بن اعبيْدْ).
و قد قرأ ولد أبن المقداد القرآن كذلك على أحمد سالم بن السيِّدْ كما كتب في مذكراته ( هو ابن عم العلامة محمذن بن عليٍّ صاحب الدالية و كتاب تحصيل السيوبِ في ما للعرب من أيام و حروب ).
قال الراوي : و كانت أول محطة للقادمين من حيِّنا آنذاك هي زيارة محمدن ولد أبنْ المقداد في منزله العامر للسلام عليه. و لما جئته و انتهت مراسيم السلام سألني باهتمام عن أين تقع منازل الحيِّ آنذاك في المنطقة.و لم أزل أصفُ له المكان متوخيا في ذلك ما استطعتُ من دقة و مستدلاًّ بالمعالم الشهيرة المعروفة هناك حتى إذا بلغتُ في التوصيف حدّاً معينًا بادرني بالقول بالحسانية : ” أعْلَيْنْ عَنْ أَيْرْوَرَاتْ ذُوكْ الطْوالْ ؟ قلت : إن خيام الحيِّ مضروبة بجوارها بالضبط! عندئذ أطرق هنيْهةً و قال بالحسانية : ” حَحْ بَعْدْ مَذَ رَيْتْ آنَ مِنْ اتْبَوْكِيسْ تَحْتْ ذُوكْ أَيْرْوَرَاتْ ” !
قال أحمد رحمه الله : كانت تلك هي أول مرة أسمع فيها تلك الكلمة العريقة من اللهجة الحسانيةِ!
رحم الله السلف و بارك في الخلف.